الجزيرة - الأثنين 11 ,صفر 1421 العدد:10091

 

 

بعد أن جفت الآبار وأصبحت مياه المشروع غير صالحة للشرب
جلاجل واحة النخيل تستغيث من العطش
الرواسب الترابية في السد الحالي ونسبة الملوحة في المياه مشكلتان ملحتان

 

تحقيق: عبيد العتيبي

مدينة جلاجل التابعة لمحافظة المجمعة والتي تبعد عن العاصمة الرياض 180 كم اشتهرت بكثرة اشجار النخيل معتمدة في ذلك على مياه الآبار ومع تتابع قلة هطول الأمطار أصبح الحال في وضع يهدد تلك الثروة ناهيك عن ان المياه الموصلة للمواطنين تحمل نسبة أملاح عالية متسببة في بعض الأمراض مما اضطر البعض لتكبد المشاق والبحث عن مياه صالحة للشرب وذلك لعدم تغطية عمليات النقل المجانية من البلدية عبر الشاحنات لاحتياجات الأهالي,,

 عدسة الجزيرة عاشت الحدث لتنقل لكم آراء المسؤولين وبعض المواطنين في جلاجل وتوجيه رسالة عاجلة الى من يهمه الأمر من خلال الاسطر التالية:

في البدء التقت الجزيرة المهندس سويد بن علي السويد رئيس مركز جلاجل الذي أوضح ان المدينة تعتمد على مياه الآبار وهي من أهم مصادر المياه بالنسبة لها لذا فإنه مع قلةهطول الأمطار اصبحت جلاجل تعاني من قلة المياه ناهيك عن ان المياه التي تصل إلينا من مشروع وزارة الزراعة والمياه غير صالحة للشرب لارتفاع نسبة الملوحة بها والتي قد تصل الى (1750)، واستطرد المهندس السويد قائلا: وقد وفرت الحكومة الرشيدة حفظها الله وايتات مجانية ولكنها لاتفي بحاجات السكان مما أضطر البعض من المواطنين جلب المياه من حوطة سدير والروضة، واقترح كحل لهذه القضية أن ينظر في مشروع مياه التحلية القادم من الجبيل والذي قد وعدنا به ولكن للأسف لم نلحظ أي تغيير منذ فترة طويلة، أضف الى ذلك انه سبق وان قدم لوزارة الزراعة والمياه قبل أكثر من (15 عاماً) دراسة وافية لإنشاء سد آخر في وادي (الجزر) لأن بعض المزارع تضررت كثيراً من ذلك


الحل الأمثل


ويقترح رئيس بلدية جلاجل المهندس سليمان بن سعد الجبرين أن حل هذه المشكلة يكون بزيادة المياه المؤمنة عن طريق المقاول وكذلك زيادة كمية المياه من مشروع مياه سدير مع ضرورة تركيب محطة تحلية لإزالة نسبة الاملاح الزائدة أو حتى التخفيف منها.


ناقلات البلدية لا تكفي


وأكد عبد الله بن سعد آل مزروع عضو اللجنة الأهلية بجلاجل ان اهالي جلاجل يلقون معاناة كبيرة خاصة الضعفاء لأنهم مجبرون على شراء الماء الصالح للشرب وقال: فالوايتات التي تقدم بالمجان من البلدية لاتغطي احتياجات المواطنين نظراً لكثرتهم واتساع رقعة المدينة اي نحتاج لزيادة الكمية المتاحة,وقد تبرع الشيخ عبدالعزيز الشويعر جزاه الله خيراً ببناء خزان للمياه رديف لخزان البلدية وسعته الف ومائتا متر مكعب على نفقته الخاصة ونحن على وشك الانتهاء منه.


ويواصل آل مزروع حديثه مشيراً إلى بعض الحلول التي من شأنها القضاء على هذه المشكلة فقال: هناك حلان الأول مؤقت وهو إقامة محطة لتحلية مياه وزارة الزراعة والمياه، وأما الحل الثاني فاتساءل ماذا حصل في مشروع الوسيع الذي سيخدم جلاجل كثيراً، علماً انه سبق وان درست الفكرة ولكن لاتزال تحت قيد الدراسة لأكثر من عشر سنوات.


إزالة الرواسب في السد


كما يرى ناصر السعيد مدير الإبتدائية والمتوسطة بالتويم ان مدينة جلاجل دخلت العام الثالث ولم يرزقها الله بالمطر وهذا على مستوى المملكة (قلت المياه الجوفية) وهو أمر طبيعي ولله في ذلك حكمة سبحانه ويقول:

وحيث ان جلاجل تعتبر ذات نخيل كثيرة وكما سماها أهل البادية قديماً (الأحساء الصغيرة) لذا فمن الطبيعي ان يكون هناك استهلاك كبير، وقد اشار مؤلف كتاب الشهاب عند زيارته لنجد في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد ايام الدولة السعودية الأولى جلاجل من أكبر بلدان سدير وقراها ، واعتبرها محمود شكري الألوسي من بلدان سدير الهامة وذكر بساتينها وكثرة نخيلها وعذوبة مائها، واعتقد ان ذلك سبب رئيسي لقلة المياه الجوفية بجلاجل.


اما عن الحلول المناسبة فيضيف السعيد قائلا: المدينة تحتاج لسد آخر على وادي (الجزر) حيث ان ذلك ينفع المزارع الشمالية ومزارع الخليفي وكذلك مزارع بكران والحويطة العليا والحويطة السلفى، ومما زاد الأمر سؤاً وجود الرواسب الترابية الغرينة في سد جلاجل والناتجة عن السيول وقد أدى وجودها الى منع مكوث السيول الى جوف الأرض بشكل سريع، وهل تصدق أن نسبة هذه الرواسب الترابية بلغ ارتفاعه الآن أكثر من 3 أمتار من مستوى أرتفاع السد الذي يبلغ ارتفاعه لكي يفيض تسعة امتار ونصف المتر، أي أن مستوى الرواسب بلغت ثلث ارتفاع السد تقريباً دون أن تزال؟! ومما تجدر الإشارة إليه الاستعمال السيىء من قبل بعض المزارعين للمياه الجوفية بحيث يحول المزرعة عند سقيا النخيل الى بحيرة من المياه،لذا فالواجب ان يكون هناك جهد ودور فعّال لفرع وزارة الزراعة والمياه بمحافظة المجمعة لتوعية المزارعين.


ملوحة وأمراض جلدية


اما الشاب محمد عبدالرزاق السعيد فأشار الى ماتسببه هذه المياه غير الصالحة للشرب والتي تزيد بها نسبة الملوحة الى حد غير معقول ويقول: ساعد ذلك في اصابة بعض الاشخاص بأنواع من الأمراض الجلدية ناهيك عن ان بعض المواطنين لا يستطيع الحصول على قيمة شراء المياه الصالحة للشرب وذلك لعدم تغطية وايتات البلدية لعدد المواطنين وكما يقول المثل: غصه بغصه اي نحن في حاجة لها وإذا استعملناها لانتهنى بها أو يجد البعض صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب وسؤالي الى متى سيدوم هذا الحال ياوزارة الزراعة والمياه؟


لا للإسراف


كما تحدث عبدالعزيز بن عبدالله الزايد مدير متوسطة وثانوية جلاجل فقال: من المؤسف حقاً أننا مع ما نحن فيه إلا أن البعض هداهم الله يسرف في هذه الثروة الغالية خاصة وان المنطقة تعتمد على مياه الأمطار والسيول بعد الله سبحانه، علماً أن أصحاب الوايتات كانوا يرفعون الأسعار قليلاً ولكن بعدما وفرت البلدية كمية من الوايتات صحيح أنها قليلة ولكن قضت على جشع اصحاب الوايتات، كما انك تحتاج الى مدة بعد تقديم الخطاب للبلدية لطلب وايت، واقترح لوتكون هناك محطة للتحلية الموزعة للمنازل.


نطبق نظام الجزوة

 
كما التقينا عبد المحسن عبد الله الجلاجل المدرس بمدرسة السعودية بجلاجل الذي ركز على نقطتين الأولى مايعانيه المزارعون والثانية المواطنون في منازلهم حيث قال: المياه القادمة من الشبكة غير صالحة للشرب لارتفاع نسبة الملوحة العالية وقد قامت البلدية بجهود تشكر عليها وهي توفير بعض الوايتات لمساعدة بعض المواطنين، أما مياه المزارع فأقول لقد عرف ان بلدة جلاجل مشهورة بزراعة النخيل لذا ولكي يكون هناك حل في مثل هذه الظروف فقد سار المزارعون الآن على نظام (الجزوة) لتقنين استهلاك المياه، وهو يقوم على تحديد ساعات الري في المزارع من صلاة الفجر الى آذان الظهر ماعدا الخميس والجمعة لايوجد فيها سقيا، مع العلم انه لو تأخر هطول الامطار لهذا العام فإن معظم أشجار النخيل لن تستطيع أخذ ما تحتاج له من المياه والله اعلم.


زيادة الاستهلاك في الصيف


ويضيف المواطن عبدالرحمن بن محمد السعيد أن استهلاك اهالي جلاجل سيزداد في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء وهذا سيزيد الأمر وقال: ففي العام الماضي كنا في فصل الصيف ترى الوايتات امام المنازل حتى الساعة الواحدة ليلاً وهذا يعني ان الاستهلاك يزداد ناهيك عن قلة الوايتات التي تقدم بالمجان للمواطنين من البلدية وقد طلب زيادة الكمية وزيدت ولكن مازالت الكمية لاتفي بحاجات المواطنين.