الرياض – الثلاثاء 18 من شوال 1425هـ

نافذة الرأي

 

رحلة الحاج من بلد الزبير بن العوام إلى البلد الحرام

 

عبد العزيز محمد الذكير

    أدب الرحلات أدب حديث قديم، وفي رأيي أن صورته الحديثة آخذة في التقدم بين صنوف الأدب والكتابات. بل إنه - أي أدب الرحلات - أصبح نشاطاً أدبياً مستقلاً. ويحظى بنصيب وافر من الاهتمام إن لم أقل الانبهار.

وصف المدائن والناس يحتاج إلى دقة وجرأة وإن كان في بعض الاحيان محكوماً برؤية الكاتب. فهو يرى ما أمكن وقد يخضع أدب الرحلات - كغيره - لأحكام المجتمع .. وقيود الفكر ... ومرحلة التاريخ فضلاً عن قيود النشر لكن الكتاب الذي أشرت إليه أعلاه استطاع أن يجتذب عشاقاً كثيرين.

والكتاب من تأليف المرحوم الشيخ سعد بن أحمد الربيعة المولود في بلدة الزبير ووالده قدم من جلاجل في نجد.

وقد بدأت الرحلة في شوال 1345هـ وانتهت في شهر صفر من عام 1346هـ . وقد سجل الكاتب رحلته بصورة يومية ومادار فيها من أحداث وما مر به من أماكن وديار وقد أعده للنشر حفيد الكاتب الاستاذ سعود بن عبد العزيز الربيعة ونشرته دارة الملك عبد العزيز تحت برنامج "كتاب الدارة"..

وشد انتباهي اكثر من غيره من البنود باب اسمه "مصاريف الحج سنة 1345هـ".

وفي هذا الباب يجد المتتبع فقرات مثل :

- 2.5روبية قيمة أطناب للشراع

- 21روبية خام للرواق .. وحبال وخيوط

- 1.12روبية صميل لبن.

- 4.4روبية نصف حفنة هيل.

وحتماً سيحتاج غير العارف إلى من "يترجم" له أكثر هذه البنود التي أخذت من المطبوع اكثر من سبع صفحات وكقارئ أقدر للدارة جهدها المشهود في الأخذ بيد معد الكتاب للنشر الأخ سعود بن عبد العزيز الربيعة في جعل هذا التراث الجيد في متناول أيادي الجيل الجديد ليرى كيف كان الآباء والأجداد يعرفون ما يحتاجون أثناء رحلاتهم وتنقلاتهم.